الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 | 03:35 م

بالمستندات.. «مصر الآن» تكشف فضائح سرقة قيادات الإخوان لأموال التنظيم في جنوب إفريقيا

شارك الان

في جنوب إفريقيا، بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية والمراقبين الدوليين، تواصل جماعة الإخوان المسلمين إدارة شبكاتها المالية والتنظيمية بعيدا عن الضوء العام، الوثائق والمراسلات السرية التي حصلت عليها «مصر الآن» تكشف أن وجود الإخوان في القارة لم يكن مجرد نشاط دعوي أو خيري، بل تحوّل إلى قاعدة استراتيجية لإعادة بناء شبكات التمويل والتحكم في الموارد المالية للجماعة، بينما يُستتر الحضور الحقيقي بقياداتها المصرية.

التحقيق يوثق دور قيادات بارزة مثل محمد البحيري وناصر منصور ومحمد هلال الحداد في السيطرة على الجمعيات والمراكز الإسلامية، وتحويلها إلى أدوات لإدارة أموال الجماعة وتمويل مشاريع التنظيم الدولي. الوثائق المسربة من جروب «هموم إخوانية» في إسطنبول، وتقارير لجنة الاستماع بالكونجرس الأمريكي، تكشف كيف يسجل هؤلاء القيادات ممتلكات الجماعة بأسمائهم أو عبر شركات تابعة لهم، ويقسمون الغنائم بعيدا عن أعين الأعضاء والمراقبين، في صراع مفتوح على السيطرة بين جبهتي لندن وإسطنبول.

جنوب إفريقيا لم تكن مجرد ساحة دعوية؛ بل تحولت إلى ميدان صراع مالي وسياسي، حيث تدار أموال الجماعة، وتخطط الحملات الإعلامية والسياسية، وتُدار الشبكات التعليمية والخيرية بطريقة تخفي العلاقة التنظيمية الحقيقية مع القيادة الدولية. هذا الملف يكشف خيانة قيادات الجماعة لأمانات التنظيم، ويُبرز الصراعات الداخلية على النفوذ والتمويل، في نموذج متكرر يثبت أن مصالح الجماعة فوق كل اعتبار.

تكشف الوثائق، أن محمد البحيري وناصر منصور ومحمد هلال الحداد سيطروا على الجمعيات والمساجد الرئيسية في جنوب إفريقيا، وحوّلوا هذه الكيانات إلى أدوات مالية تخدم أجندة التنظيم الدولي. قيادات الجماعة سجلت ممتلكات الجماعة بأسمائهم أو عبر شركات تابعة لهم، وتشير المراسلات إلى محاولات سرية لتقسيم "الغنائم" بين الفصائل، بعيدًا عن المراقبة الداخلية والخارجية.

أحد المستندات التي حصلت عليها «مصر الآن» من جروب "هموم إخوانية" في إسطنبول، يظهر عضوا في الجماعة يسأل عن تسجيل أموال الجماعة باسم محمد البحيري، بينما يؤكد آخر أن ناصر منصور يتولى توزيع غنائم الجماعة في جنوب إفريقيا. 

هذه التفاصيل تؤكد ما كان يتداول منذ سنوات داخل الصف الإخواني عن طبيعة الصراع المالي، وتحول جنوب إفريقيا إلى قاعدة آمنة لتيار إسطنبول، بعيدًا عن التدقيق القانوني أو الشفافية المالية.

اختيار الإخوان لهذه الدولة لم يكن عشوائيًا، فالبلاد توفر مزايا استراتيجية تشمل البيئة السياسية المفتوحة: نظام ديمقراطي يمنح الجماعة هامش حرية واسع للعمل الأهلي والتنظيمي، والقاعدة الاجتماعية المسلمة النشطة: أقلية مسلمة متعلمة وثرية يمكن استثمارها في دعم نشاط الجماعة ماليا وتنظيميا، والموقع الجغرافي؛ إذ تعتبر بوابة انتشار الجماعة في القارة السمراء وتأثيرها في الاتحاد الإفريقي.

باحثون متخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة أكدوا أن الخلافات بين جبهتي لندن وإسطنبول فتحت الستار عن واحدة من أكثر الساحات حساسية داخل التنظيم، وبحسب أحمد سلطان المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، فإن جنوب إفريقيا تحولت إلى ميدان صراع مالي وسياسي، يمثل القيادة الإقليمية للجماعة في القارة، ويمثل قاعدة لجمع الأموال وتحويلها إلى قيادات الجماعة العليا.

أسست جماعة الإخوان الإرهابية في جنوب إفريقيا شبكة معقدة من الجمعيات والمؤسسات، تغطي جميع القطاعات التنظيمية منها:

 أولا: مؤسسة الإيمان التي تأسست عام 2011 بضاحية ليناسيا في جوهانسبرج، وتعد أهم واجهات الجماعة.

القيادة والإدارة: يرأس مجلس إدارتها القيادي المصري محمد هنداوي، وتتم تغييرات القيادة بسرية، مع نقل بعض المسؤولين إلى تركيا أحيانًا.

التكتيك الرقمي: قامت المؤسسة بحذف موقعها الإلكتروني القديم، وإعادة الظهور بمنصة جديدة لتشتيت الباحثين.

النشاط والانتشار: تدير أربعة مساجد كبرى، ولها صلات تنظيمية بـ44 مسجدًا آخر، بالإضافة إلى مراكز تعليمية ومعاهد ومحو الأمية.

التمويل: تعتمد على التبرعات، لكنها في الواقع أصبحت قناة رئيسية لتمويل النشاط الإخواني وربطه بالخارج.

ثانيا: الرابطة الإسلامية التي أنشئت عام 2018 كمنظمة غير ربحية.

المجالات: إشراف على المراكز الإسلامية والخدمات الاجتماعية والإغاثية، بما في ذلك خدمات الدفن الشرعي.

القيادة المالية: يديرها المصري محمد أسلم عمر، الذي يستغل القناة للسيطرة على الموارد الاقتصادية ونشر الأكاذيب عن مصر، بما فيها القضايا الفلسطينية.


ثالثا: رابطة المحامين المسلمين (MLA) التي تأسست عام 2013، وتجمع عشرات المحامين.

التحول السياسي: أصبحت أداة لخدمة مصالح الجماعة بعد الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، وقادت حملات إعلامية وسياسية ضد الحكومة.


رابعا: الكيانات الإعلامية

شبكة ميديا ريفيو: تشويه مواقف مصر، والترويج لخطاب الجماعة.

الهلال تي في: برامج تبرز أنشطة الجماعة ودعاتها.

سلامة ميديا: شبكة إعلامية تهدف إلى تلميع الخطاب الإخواني ونشر الأكاذيب.

تدار شبكة الإخوان في جنوب إفريقيا عبر مكتب تنفيذي يضم شخصيات بارزة مثل محمد هنداوي، إيهاب صالح، محمود الصعيدي، ومحمد هلال الحداد. المكتب يتحكم في كل تفاصيل التمويل، جمع الاشتراكات من الأعضاء (7–10% من الراتب)، وإرسال الأموال لقيادة الجماعة الدولية.

توضح الوثائق كيف تُدار كل أقسام الجماعة هناك (التربية، الدعوة، الإعلام، الطلاب، الأخوات) وفق نموذج الجماعة الأم، مع ولاء مباشر لجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وتنسيق كامل مع رئاسة الرابطة في إسطنبول، بقيادة محمد الدسوقي.

ما يكشفه التحقيق يضع القارئ أمام حقيقة صادمة وهي أن جنوب إفريقيا ليست مجرد ساحة دعوية، بل ميدان للصراعات المالية والسلطوية داخل الإخوان. هناك تقسيم للغنائم بين قيادات الجماعة، واستغلال للموارد المالية للتأثير على السياسة والقارة الإفريقية، مع الإبقاء على واجهات خيرية وتعليمية للتغطية على النشاط الحقيقي.

الوثائق، والمستندات، وتقارير الكونجرس الأمريكي، تؤكد أن القيادة الدولية للجماعة في إسطنبول ولندن تحاول التحكم في شبكات التمويل، فيما تُدار العمليات اليومية من جنوب إفريقيا عبر قيادات مصرية تتنقل بين تركيا والقارة السمراء.

جنوب إفريقيا اليوم، وفق هذا التحقيق، تمثل خزانا ماليا وبشريا للجماعة، ومسرحا خفيا للصراع بين الفصائل المختلفة، ما يجعلها واحدة من أعقد ملفات الإخوان وأكثرها غموضًا في ظل الانقسام الراهن داخل التنظيم الدولي.

ImageImageImageImageImage

استطلاع راى

هل ترى أن مكافحة الفساد يجب أن تكون الأولوية القصوى لأعضاء البرلمان القادم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image